جريدة الأيام : حوار مع المخرج زيدون مبارك العبيدي 2019
نستطيع صنع «تيتانك» بميزانية 50 مليون ريال
السبت, 26 / يناير / 2019 - الساعة 1:55 ص GMT
حاوره: عبد الجبار باجبير
المخرج والممثل الحضرمي زيدون العبيدي
قال المخرج والممثل الحضرمي زيدون العبيدي مؤسس ورئيس فرقة السنابل للدراما: إن التجار في حضرموت لا يميلون إلى دعم الفرق الدرامية أو تمويل المشاريع الدرامية حتى ولو عرض عليهم فرصة الدعاية المباشرة أو غير المباشرة في الأعمال الدرامية.
وأشار إلى أن الدراما الحضرمية صنعت أفلاماً بميزانيات صفر، لافتاً إلى أن التجار الحضارم يدعمون الأعراس الجماعية وإفطار الصائم على جولات الإشارة والمخيمات الطبية، لكن الأعمال الدرامية بعيدة كل البعد عن التفكير فيها بالدعم أو التمويل.
وعُرف زيدون بالأعمال الدرامية بحضرموت وبالعديد من الأعمال الفنية مخرجاً وممثلاً فيها؛ أبرزها على الإطلاق بطولته لمسلسل (الجمرة)، الذي حظي بمشاهدة واسعة في اليمن والخليج عبر قناة حضرموت الفضائية، إضافة إلى دراما (ذئاب الأعماق) عرضت كمسلسل رمضاني لصالح قناة عدن لايف، وقد كان من بطولته وإخراجه.
كل ذلك وأكثر تتعرفون عليه في الحوار الذي أجرته «الأيام» مع المخرج زيدون العبيدي، فإلى نص الحوار:
* أين هي فرقة السنابل؟ ولماذا لا نسمع لها صوتاً بعد فيلم الأطفال (الكاس المفقود)، الذي أنتج في عام 2016م؟ وهل جمدت نشاطها؟ أم أن تألقك كممثل وبطل في مسلسل (الجمرة) أنساك فرقتك الأم؟
- بالنسبة لكوني انشغلت مؤخراً مع فرق كبيرة ذات خبرة لا يعني أني نسيت فرقتي الحبيبة التي نشأت بها، فمشاركاتي أعتبرها كدورات استخلص منها بعض الطرق الجديدة في التصوير والإخراج التي تنقصنا كي أصبها في أعمالنا الجديدة، أما بالنسية لفرقة السنابل لم تنتهِ ولم تتجمد، بل بإمكاني التأكيد أن فرقة السنابل هي الفرقة الفولاذية في اليمن؛ لأنها الفرقة الوحيدة التي أنتجت قرابة الـ 12 فيلماً طويلاً وقصيراً بميزانية صفر، وأتحدى أن تأتي بأي فرقة صنعت ما صنعته فرقة السنابل خلال السنين الماضية وهي مفلسة، ويكفينا شرفاً أنه حتى الدولة تسرق أفلامنا وتعرضها في مهرجانات عربية باسم الجمهورية اليمنية في 2011 في بيت الأوبرا المصرية، ولكن فرقة السنابل هي الآن في فترة الهدوء قبل العاصفة.
مسلسل (الجمرة)
* لماذا لا تحذون حذو فرقة خليج عدن في فيلم (عشرة
أيام قبل الزفة) صورت فيلمها وتم عرضه في دور السينما، وعاد عليها بالأموال
الطائلة؟
- فرقة خليج فرقة ناجحة على كل المقاييس، وسر نجاحها أنها تملك إدارة محنكة ممثلة بشخص فهد شريح، الذي يستطيع أن يدبر ويخطط بشكل عبقري لصالح الفرقة، ويستطيع أن يجمع الأموال بشكل احترافي، وإذا امتلكت الأموال تسطيع أن تفعل كل شيء، ونعكف حالياً في إدارة فرقة السنابل للدراما على الاستفادة من تجربة فرقة خليج عدن، وبإذن الله نحذو حذوها.
* كيف تستطيع أن تفعل كل شيء؟ ربما تملك أموالاً ولكن لا تملك فكرة أو لا تملك سيناريو، فماذا ستفيدك الأموال؟
- بالتأكيد الإبداع مُقدم على المال، لكن بالمال تستطيع أن تأتي بمن يفكر لك، وتأتي بأفضل مصور، وأفضل سيناريو تقني، وأفضل ممنتج، وأفضل مهندس صوت، وأفضل مهندس إضاءة، وأفضل ممثلين، وأفضل من يلفت عناية الجمهور لمتابعة إبداعك أي أنك تجلب الأرقام الصعبة في صناعة الأمور الفنية.
* هل تقصد أن خليج عدن تفعل هكذا؟
- لا تؤول ولا تحرف السؤال لو سمحت، كان كلامي بشكل عام ولا أخص أحد بعينه، وبالمناسبة كلمة حق أقولها لفرقة خليج عدن فرقة ممتازة ولها طموح كبير وتنظر إلى المستقبل، وتملك المخرج الشاب عمرو جمال ذا خيال خصب وروح خلاقة، ومن أسرار نجاح فرقة خليج عدن أنها تخصصت في أعمالها للكينونة العدنية والبيئة العدنية والروح العدنية والمشاكل العدنية وأتقنتها بشكل مشرف.
* لماذا أنتم في فرقة السنابل لا تذهبون للتجار لتمويل أعمالكم كما يفعل الآخرون؟
- للأسف التجار في حضرموت يفكرون مليون مرة قبل أن يدعمون الفرق الدرامية بفلس واحد، صعب جداً أن يدعمك تاجر حضرمي لو ذهبت وطلبت منه دعما لتمويل مشروع درامي حتى ولو عرضت عليه أن تصنع له دعاية مباشرة أو غير مباشرة في مسلسلك مقابل دعمه، ولو كان التجار الحضارم يدعمون الدراما ما صنعنا كل هذه الأفلام بميزانية صفر، يا عزيزي التجار الحضارم يدعمون أعراس جماعية، يدعمون مشاريع خيرية أو مخيمات طبية، أما الدراما انسَ..
* افترض لو جاء لك دعم بـ 100 مليون وطلب منك أن تصنع فيلماً محترماً، هل تستطيع فعل ذلك؟
- بنصف المبلغ سأصنع فيلم «التيتانك».
* التيتانك حتة وحدة.. خف علينا يا راجل!
- أنا لا أقصد التيتانك بتفاصيله، ولكن سأصنع فيلماً سيتحدث عنه الناس أعواماً عديدة.. يا أخي نحن صنعنا 12 فيلماً بميزانية صفر، ونجحنا في بعضها، ومسلسلين بميزانية لا تتجاوز ثلاث ملايين ريال يمني، فتخيل لو جاء بأيدينا مبلغ كبير ماذا سنفعل؟
* ماذا تقصد بميزانية صفر؟
- يعني نخطط لتصوير فيلم ونحن مفلسون، وكل فرد من أفراد الفرقة يتبرع بشيء من عنده لتصوير هذا الفيلم، بمعنى أننا كلنا نتشارك في توفير التمويل المطلوب من الكاميرات والاكسسوار والتغذية والمواصلات وخلاف ذلك وهكذا نصنع الفيلم، الذي يستغرق ثلاثة إلى خمسة أشهر.
* بما أنكم مفلسون كما تقول، من أين تأتون بأجرة المصورين وأجرة الممنتج والموسيقى التصويرية والمختصين الفنين وغيرها؟
- لا أخفيك سراً بأننا في فرقة السنابل نستقطب الشباب الصغار الموهوبين في المونتاج والتصوير، ونهتم بهم ونوفر لهم دورات داخلية في مجال تخصصاتهم؛ كي نستفيد من مواهبهم، ومثل ما يقول المثل الحضرمي (حج وحاجة)، نستفيد من طاقاتهم بدون مقابل مادي، وهم يستفيدون انتشار أسمائهم في أعمالنا الدرامية، وكلا الطرفين مستفيد.
* ما سبب غيابك عن المهرجان الوطني للمسرح في دورته الأخيرة بعدن؟ ولماذا لم تكن لك مشاركة حتى كممثل؟ وما رأيك في هذا المهرجان وبمستوى الفريق الحضرمي؟
- طبعاً تابعت كل فعاليات مهرجان عدن عبر الإنترنت، وكنت على تواصل مع بعض الزملاء المشاركين في المهرجان، فقد كان مهرجاناً ناجحاً بعد غياب النشاط المسرحي 20 عام على أقل تقدير، وأبارك لإدارة المهرجان على هذا النجاح، ويكفي شرفاً أن حضرموت نالت أفضل نص مسرحي للأستاذ خالد قحوم مدير الثقافة في حضرموت، ونالت الممثلة أفراح محمد أفضل ممثلة، وهذا شيء طيب لحضرموت، أما عن غيابي عن المهرجان فقد كنت مشغولاً بكتابة سيناريو مسلسل (رجال الرماد) منذ أربعة أشهر، وبفضل الله انتهيت، ولكن سيكون لي مشاركة في الدروة القادمة التي ستجري فعالياتها بحضرموت، فقد كُلفت من مدير الثقافة بأن أتولى الإخراج في الدورة القادمة بإذن الله.
تعليقات
إرسال تعليق